الخميس، 14 يناير 2016

قصة مغربي خرج عن الملّة .. وكَفر بدين الإسلام

.

يتنوعون بين مختلف شرائح المجتمع المغربي، غير أنهم يشتركون في اختيار واحد، هو الخروج طواعية من دائرة الإسلام وهجر الدين بشكل تام، غير معتقدين لا في حساب الآخرة ولا في مسألة الأجر والثواب، أعدادهم قد لا تكون بالكثيرة، لكنها قد لا تكون كذلك بالقليلة، خاصة في غياب إحصائيات دقيقة متعلقة بالحالة الدينية للمغاربة، فأن تكون مغربيا، فأنت مسلم بالضرورة، تلك هي العادة التي تربى عليها الكثير منا دون أن يدرك أن هناك في الجانب الآخر، مغاربة دون إسلام..

من الصعب جدا الحديث إليهم، وحتى إن تحدثوا إليك فمن الصعب عليهم إخبارك بكل التفاصيل..وحتى عندما يخبرونك بها يطلبون منك عدم نشر أسمائهم الحقيقية..سبب كل هذا التردد هو الخوف من ردة فعل المجتمع المغربي الذي لا يتسامح بشكل عام مع مغربي تحول إلى اللا دينية..خوف تعززه الفتوى الأخيرة من المجلس العلمي الأعلى التي أكدت الحكم الشرعي الموجود في الكثير من كتب الفقه وهي أن من يرتد عن الإسلام بعد اعتناقه يجوز فيه القتل..




قاسم الغزالي..الملحد الذي هاجر إلى سويسرا..

"نعم وُلدت مسلما وكنت أصلي في بطن أمي، وأصبحت إماما حينما أذّن لي أبي في أذني، هل يبدو هذا الجواب منطقيا بالنسبة لأحد؟ إذا كان كذلك، فأقترح على هؤلاء أن يستعينوا بخدمة طبيب نفساني." هكذا يبدأ قاسم الغزالي حديثه إلينا، فهذا الطالب المغربي بإحدى الجامعات السويسرية، اشتهر منذ سنوات بإلحاده، قصة بدأت منذ أن كان في مسقط رأسه بالحاجب، عندما عرف المغاربة تلميذا يكتب على مدونته المعنونة "بهموت" مقالات رأي ينتقد فيها الإسلام ويعلن من خلالها كفره به.

يتذكر قاسم في سنوات إدراكه الأولى كيف كان يسمع الآذان ويرى الناس تتوافد على المساجد، ومثل أغلب الأطفال المغاربة، حفظ سورة الفاتحة وتعلم الركوع والسجود، بل أنه التحق بدار للقرآن في مكناس برغبة من والده، حيث كان يقرأ هناك ما تيسر من كتاب الله، ويدرس فقه الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وتدريجيا بدأت أفكار القلق تدب إلى عقله، فبدأ قراءة بعض الكتب "الكافرة" ، التي جعلته يصلي بدون وضوء ويصوم ظاهريا أمام زملائه.

الفكر اللاديني تمّكن من قاسم تقريبا في المرحلة الثانوية، خاصة مع انضمامه إلى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الحاجب، وبدأت ساكنة مدينته الصغيرة تعرف أفكاره وتصوراته، حيث يتحدث هنا عن تعرضه لبعض المضايقات بعد فتحه لمدونته، وصلت لحد تهديده بالقتل، وهو ما عبَّر عنه في اتصال له مع قناة فرانس 24 سنة 2010

"عائلتي كانت تؤمن بحرية أبناءها، لكني والدي كان خائفا على حياتي، فحاول إجباري على الوقوف أمام المصلين بمسجد القرية من أجل اعتذار يتم تسجيله بالصوت والصورة" يقول قاسم الذي رفض أن يعتذر، وهاجر إلى الدار البيضاء، من تم إلى سويسرا التي قدمت له اللجوء باعتباره مضطهدا في بلاده، حيث صار هناك واحدا من أشهر الملحدين العرب المعاصرين، ومناصرا قويا للعلمانية، وهو الذي لم يتجاوز من عمره الربيع الثالث والعشرين.

قاسم يتواصل أحيانا مع عائلته بأسئلة عن الحال والأحوال دون الدخول في تفاصيل حياته، فالمغرب، صفحة طُويت بالنسبة إليه، لأسباب يؤكد أنها تتعلق بسلامته الشخصية، خاصة مع الفتوى الأخيرة للمجلس العلمي التي توضح حسب رأيه، نفاق الدولة المغربية وعدم صدق ادعاءاتها بالعهد الجديد وضمان حقوق الإنسان.



وفي الأخير افتح لكم باب النقاش

اشترك في قناتنا ليصلك كل جديد المسابقات والهدايا