السبت، 3 أكتوبر 2015
"ديننا وحالنا مع الله": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني
"ديننا وحالنا مع الله": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني:ـبسم الله الرّحمن الرّحيمالحمد لله الذي جعل التوحيد أساس ديننا، وجعل أحكام الشريعة الظاهرة بناء توحيدنا وعبادتنا، وجعل منهج الحبّ سُلّمًا لرضاء ربنا، والصّلاة والسّلام على الذي أرسله الله بالدين المرتضى، وبالحبّ المجتبى، وعلى آل بيت النَّبيِّ المصطفى، وأصحاب رسول الله المجتبى، وتابعيهم بإحسانٍ ـ إلى يوم الملتقى.
أمّا بَعْدُ: فقد قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، فالتوحيد: أساس ديننا، وجمال محبتنا، وتجريده وتفريده؛ يقينٌ بربنا، وذوقٌ في إنابتنا. وأدبٌ في دعوتنا.
والطاعة: شرعة ربنا، وهي: العبادة لصحة توحيدنا، وفقه عبادتنا بديننا الإسلام الحنيف، والمعاملة الموافقة لأمر ربنا ونبينا ـ صلّى الله عليه وسلّم.
والإخلاص، هو: صدق التوحيد والطاعة لوجه الله ـ عزَّ وجلَّ، صحةً وقبولا، كما قال ـ جلَّ شأنه: {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}.
وتزكية النفس: من تربية ديننا ـ لأمر ربنا القائل: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ}، وقال الربّ ـ جلَّ جلالُهُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، وهكذا المتوجه إلى الله تعالى ـ إلى كمال شخصيته، ومعارج دينه؛ وهذا الواجب امتثالًا في ديننا إلى ربنا ـ عزَّ وجلَّ.
ومنازل القربة إلى المولى ـ جلَّ جلالُهُ، وعمَّ فضلُهُ ونوالُهُ، وهي:ـ
مقام الإحسان، وهو: الحضور والذكر لله ربّ العالمين ـ في ساعات الليل والنهار؛ في الطاعة والأذكار والأنفاس؛ كما قال ـ جلَّ شأنه: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ}، وقال ـ جلَّ ذكره: {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}، وقال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّه كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»، متفق عليه.
ومقام الأدب، وهو: التشبث والتمثل بشمائل رسول الله العظمى، وصفته العليا ـ ظاهرًا وباطنا؛ في سلوكه الظاهر بأخلاقه العليا، وبقلبه الصادق الصافي ـ الذي ملأه الله ـ جلَّ وعلا، رأفة وعفوًا ورحمة، كما قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُهُمْ خِيَارُهُمْ لِنِسَائِهِمْ»، رواه أحمد، وقال ـ عليه السّلام: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا». رواه الترمذي.
ومقام المحبة، وهي: أن تحب الله لذاته، وهو الحب الحقيقي؛ كما قال ـ جلَّ مجدُه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}، وأن تحب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم، أحب من نفسك، وهذا من كمال الإيمان، كما قال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»، وحب آل بيت النَّبي لحب النَّبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم، فيهم، وحب أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم، لأجل رسول الله، فيهم ومعهم، وحب أحباب الله العلماء العارفين، والأولياء الصالحين؛ لتحقيق حبهم الكامل، فيُحبك لحبهم، فتكون من أحباب الله بهم، كما قال ـ جلَّ ثناؤه: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، وهذا من كمال الحب لذات الله ـ عزَّ وجلَّ، كما قال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وسلّم: «وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ». رواه الترمذي.
"أيها السادة": التوحيد والطاعة والإخلاص وتربية النفس واجبة على كل مؤمن وصالح وعارف بالله ـ هذا هو ديننا عن ربنا إلى ربنا ـ جلَّ في علاه.
ومقامات الإحسان والأدب والمحبة؛ معارج قرب وتنافس، فلا وجوب فيها، حتى لا نضلل أحدًا، وتحفظ الأمة بذلك.
"أيها الإخوة": إذا جمعنا مدارج الوجوب، مع معارج القربة؛ كان عمل الروح الإسلامي ـ لكمال الدين، وكمال العروج ـ وصولًا إلى قرب الله ورضاه.
"أي سادة": فمنازل الوجوب، دون منازل القربة ـ ناقص في كمال الدين وصولا، ومنازل القربة دون منازل الوجوب ـ باطل في دينه، محروم الوصول، والجمع بينهما ـ رضا المحبوب ـ جلَّ جلالُهُ، وعمَّ فضلُهُ ونوالُهُ.
الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، ولا يخيّب من دعاه، والحمد لله الذي من توكّل عليه كفاه، والحمد لله الذي من وثق عليه لم يكله إلى أحدٍ سواه، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانًا، وبالصبر نجاةً، وبالسّيّئات عفوًا وغفرانا، والحمد لله الذي يكشف ضُرّنا من بعد كُربتنا، والحمد لله الذي يُفرج غمّنا ويدفع البلاء عنّا، والحمد لله الذي هو رجانا حين تسوء ظُنوننا، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، ولا حول ولا قُوّة إلا بالله العليّ العظيم، والصّلاة والسّلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه، وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ـ رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. والحمد لله ربِّ العالمين.
ابنه وخادمه محمّدأمّا بَعْدُ: فقد قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، فالتوحيد: أساس ديننا، وجمال محبتنا، وتجريده وتفريده؛ يقينٌ بربنا، وذوقٌ في إنابتنا. وأدبٌ في دعوتنا.والطاعة: شرعة ربنا، وهي: العبادة لصحة توحيدنا، وفقه عبادتنا بديننا الإسلام الحنيف، والمعاملة الموافقة لأمر ربنا ونبينا ـ صلّى الله عليه وسلّم.والإخلاص، هو: صدق التوحيد والطاعة لوجه الله ـ عزَّ وجلَّ، صحةً وقبولا، كما قال ـ جلَّ شأنه: {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}.وتزكية النفس: من تربية ديننا ـ لأمر ربنا القائل: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ}، وقال الربّ ـ جلَّ جلالُهُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، وهكذا المتوجه إلى الله تعالى ـ إلى كمال شخصيته، ومعارج دينه؛ وهذا الواجب امتثالًا في ديننا إلى ربنا ـ عزَّ وجلَّ.ومنازل القربة إلى المولى ـ جلَّ جلالُهُ، وعمَّ فضلُهُ ونوالُهُ، وهي:ـمقام الإحسان، وهو: الحضور والذكر لله ربّ العالمين ـ في ساعات الليل والنهار؛ في الطاعة والأذكار والأنفاس؛ كما قال ـ جلَّ شأنه: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ}، وقال ـ جلَّ ذكره: {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}، وقال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّه كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»، متفق عليه.ومقام الأدب، وهو: التشبث والتمثل بشمائل رسول الله العظمى، وصفته العليا ـ ظاهرًا وباطنا؛ في سلوكه الظاهر بأخلاقه العليا، وبقلبه الصادق الصافي ـ الذي ملأه الله ـ جلَّ وعلا، رأفة وعفوًا ورحمة، كما قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُهُمْ خِيَارُهُمْ لِنِسَائِهِمْ»، رواه أحمد، وقال ـ عليه السّلام: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا». رواه الترمذي. ومقام المحبة، وهي: أن تحب الله لذاته، وهو الحب الحقيقي؛ كما قال ـ جلَّ مجدُه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}، وأن تحب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم، أحب من نفسك، وهذا من كمال الإيمان، كما قال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»، وحب آل بيت النَّبي لحب النَّبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم، فيهم، وحب أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم، لأجل رسول الله، فيهم ومعهم، وحب أحباب الله العلماء العارفين، والأولياء الصالحين؛ لتحقيق حبهم الكامل، فيُحبك لحبهم، فتكون من أحباب الله بهم، كما قال ـ جلَّ ثناؤه: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، وهذا من كمال الحب لذات الله ـ عزَّ وجلَّ، كما قال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وسلّم: «وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ». رواه الترمذي."أيها السادة": التوحيد والطاعة والإخلاص وتربية النفس واجبة على كل مؤمن وصالح وعارف بالله ـ هذا هو ديننا عن ربنا إلى ربنا ـ جلَّ في علاه.ومقامات الإحسان والأدب والمحبة؛ معارج قرب وتنافس، فلا وجوب فيها، حتى لا نضلل أحدًا، وتحفظ الأمة بذلك."أيها الإخوة": إذا جمعنا مدارج الوجوب، مع معارج القربة؛ كان عمل الروح الإسلامي ـ لكمال الدين، وكمال العروج ـ وصولًا إلى قرب الله ورضاه."أي سادة": فمنازل الوجوب، دون منازل القربة ـ ناقص في كمال الدين وصولا، ومنازل القربة دون منازل الوجوب ـ باطل في دينه، محروم الوصول، والجمع بينهما ـ رضا المحبوب ـ جلَّ جلالُهُ، وعمَّ فضلُهُ ونوالُهُ.الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، ولا يخيّب من دعاه، والحمد لله الذي من توكّل عليه كفاه، والحمد لله الذي من وثق عليه لم يكله إلى أحدٍ سواه، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانًا، وبالصبر نجاةً، وبالسّيّئات عفوًا وغفرانا، والحمد لله الذي يكشف ضُرّنا من بعد كُربتنا، والحمد لله الذي يُفرج غمّنا ويدفع البلاء عنّا، والحمد لله الذي هو رجانا حين تسوء ظُنوننا، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، ولا حول ولا قُوّة إلا بالله العليّ العظيم، والصّلاة والسّلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه، وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ـ رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. والحمد لله ربِّ العالمين.ابنه وخادمه محمّدأمّا بَعْدُ: فقد قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، فالتوحيد: أساس ديننا، وجمال محبتنا، وتجريده وتفريده؛ يقينٌ بربنا، وذوقٌ في إنابتنا. وأدبٌ في دعوتنا.والطاعة: شرعة ربنا، وهي: العبادة لصحة توحيدنا، وفقه عبادتنا بديننا الإسلام الحنيف، والمعاملة الموافقة لأمر ربنا ونبينا ـ صلّى الله عليه وسلّم.والإخلاص، هو: صدق التوحيد والطاعة لوجه الله ـ عزَّ وجلَّ، صحةً وقبولا، كما قال ـ جلَّ شأنه: {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}.وتزكية النفس: من تربية ديننا ـ لأمر ربنا القائل: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ}، وقال الربّ ـ جلَّ جلالُهُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، وهكذا المتوجه إلى الله تعالى ـ إلى كمال شخصيته، ومعارج دينه؛ وهذا الواجب امتثالًا في ديننا إلى ربنا ـ عزَّ وجلَّ.ومنازل القربة إلى المولى ـ جلَّ جلالُهُ، وعمَّ فضلُهُ ونوالُهُ، وهي:ـمقام الإحسان، وهو: الحضور والذكر لله ربّ العالمين ـ في ساعات الليل والنهار؛ في الطاعة والأذكار والأنفاس؛ كما قال ـ جلَّ شأنه: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ}، وقال ـ جلَّ ذكره: {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}، وقال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّه كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»، متفق عليه.ومقام الأدب، وهو: التشبث والتمثل بشمائل رسول الله العظمى، وصفته العليا ـ ظاهرًا وباطنا؛ في سلوكه الظاهر بأخلاقه العليا، وبقلبه الصادق الصافي ـ الذي ملأه الله ـ جلَّ وعلا، رأفة وعفوًا ورحمة، كما قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُهُمْ خِيَارُهُمْ لِنِسَائِهِمْ»، رواه أحمد، وقال ـ عليه السّلام: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا». رواه الترمذي. ومقام المحبة، وهي: أن تحب الله لذاته، وهو الحب الحقيقي؛ كما قال ـ جلَّ مجدُه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}، وأن تحب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم، أحب من نفسك، وهذا من كمال الإيمان، كما قال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»، وحب آل بيت النَّبي لحب النَّبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم، فيهم، وحب أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم، لأجل رسول الله، فيهم ومعهم، وحب أحباب الله العلماء العارفين، والأولياء الصالحين؛ لتحقيق حبهم الكامل، فيُحبك لحبهم، فتكون من أحباب الله بهم، كما قال ـ جلَّ ثناؤه: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، وهذا من كمال الحب لذات الله ـ عزَّ وجلَّ، كما قال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وسلّم: «وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ». رواه الترمذي."أيها السادة": التوحيد والطاعة والإخلاص وتربية النفس واجبة على كل مؤمن وصالح وعارف بالله ـ هذا هو ديننا عن ربنا إلى ربنا ـ جلَّ في علاه.ومقامات الإحسان والأدب والمحبة؛ معارج قرب وتنافس، فلا وجوب فيها، حتى لا نضلل أحدًا، وتحفظ الأمة بذلك."أيها الإخوة": إذا جمعنا مدارج الوجوب، مع معارج القربة؛ كان عمل الروح الإسلامي ـ لكمال الدين، وكمال العروج ـ وصولًا إلى قرب الله ورضاه."أي سادة": فمنازل الوجوب، دون منازل القربة ـ ناقص في كمال الدين وصولا، ومنازل القربة دون منازل الوجوب ـ باطل في دينه، محروم الوصول، والجمع بينهما ـ رضا المحبوب ـ جلَّ جلالُهُ، وعمَّ فضلُهُ ونوالُهُ.الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، ولا يخيّب من دعاه، والحمد لله الذي من توكّل عليه كفاه، والحمد لله الذي من وثق عليه لم يكله إلى أحدٍ سواه، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانًا، وبالصبر نجاةً، وبالسّيّئات عفوًا وغفرانا، والحمد لله الذي يكشف ضُرّنا من بعد كُربتنا، والحمد لله الذي يُفرج غمّنا ويدفع البلاء عنّا، والحمد لله الذي هو رجانا حين تسوء ظُنوننا، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، ولا حول ولا قُوّة إلا بالله العليّ العظيم، والصّلاة والسّلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه، وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ـ رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. والحمد لله ربِّ العالمين.ابنه وخادمه محمّدأمّا بَعْدُ: فقد قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، فالتوحيد: أساس ديننا، وجمال محبتنا، وتجريده وتفريده؛ يقينٌ بربنا، وذوقٌ في إنابتنا. وأدبٌ في دعوتنا.والطاعة: شرعة ربنا، وهي: العبادة لصحة توحيدنا، وفقه عبادتنا بديننا الإسلام الحنيف، والمعاملة الموافقة لأمر ربنا ونبينا ـ صلّى الله عليه وسلّم.والإخلاص، هو: صدق التوحيد والطاعة لوجه الله ـ عزَّ وجلَّ، صحةً وقبولا، كما قال ـ جلَّ شأنه: {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}.وتزكية النفس: من تربية ديننا ـ لأمر ربنا القائل: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ}، وقال الربّ ـ جلَّ جلالُهُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، وهكذا المتوجه إلى الله تعالى ـ إلى كمال شخصيته، ومعارج دينه؛ وهذا الواجب امتثالًا في ديننا إلى ربنا ـ عزَّ وجلَّ.ومنازل القربة إلى المولى ـ جلَّ جلالُهُ، وعمَّ فضلُهُ ونوالُهُ، وهي:ـمقام الإحسان، وهو: الحضور والذكر لله ربّ العالمين ـ في ساعات الليل والنهار؛ في الطاعة والأذكار والأنفاس؛ كما قال ـ جلَّ شأنه: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ}، وقال ـ جلَّ ذكره: {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}، وقال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّه كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»، متفق عليه.ومقام الأدب، وهو: التشبث والتمثل بشمائل رسول الله العظمى، وصفته العليا ـ ظاهرًا وباطنا؛ في سلوكه الظاهر بأخلاقه العليا، وبقلبه الصادق الصافي ـ الذي ملأه الله ـ جلَّ وعلا، رأفة وعفوًا ورحمة، كما قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُهُمْ خِيَارُهُمْ لِنِسَائِهِمْ»، رواه أحمد، وقال ـ عليه السّلام: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا». رواه الترمذي. ومقام المحبة، وهي: أن تحب الله لذاته، وهو الحب الحقيقي؛ كما قال ـ جلَّ مجدُه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}، وأن تحب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم، أحب من نفسك، وهذا من كمال الإيمان، كما قال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»، وحب آل بيت النَّبي لحب النَّبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم، فيهم، وحب أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم، لأجل رسول الله، فيهم ومعهم، وحب أحباب الله العلماء العارفين، والأولياء الصالحين؛ لتحقيق حبهم الكامل، فيُحبك لحبهم، فتكون من أحباب الله بهم، كما قال ـ جلَّ ثناؤه: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، وهذا من كمال الحب لذات الله ـ عزَّ وجلَّ، كما قال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وسلّم: «وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ». رواه الترمذي."أيها السادة": التوحيد والطاعة والإخلاص وتربية النفس واجبة على كل مؤمن وصالح وعارف بالله ـ هذا هو ديننا عن ربنا إلى ربنا ـ جلَّ في علاه.ومقامات الإحسان والأدب والمحبة؛ معارج قرب وتنافس، فلا وجوب فيها، حتى لا نضلل أحدًا، وتحفظ الأمة بذلك."أيها الإخوة": إذا جمعنا مدارج الوجوب، مع معارج القربة؛ كان عمل الروح الإسلامي ـ لكمال الدين، وكمال العروج ـ وصولًا إلى قرب الله ورضاه."أي سادة": فمنازل الوجوب، دون منازل القربة ـ ناقص في كمال الدين وصولا، ومنازل القربة دون منازل الوجوب ـ باطل في دينه، محروم الوصول، والجمع بينهما ـ رضا المحبوب ـ جلَّ جلالُهُ، وعمَّ فضلُهُ ونوالُهُ.الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، ولا يخيّب من دعاه، والحمد لله الذي من توكّل عليه كفاه، والحمد لله الذي من وثق عليه لم يكله إلى أحدٍ سواه، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانًا، وبالصبر نجاةً، وبالسّيّئات عفوًا وغفرانا، والحمد لله الذي يكشف ضُرّنا من بعد كُربتنا، والحمد لله الذي يُفرج غمّنا ويدفع البلاء عنّا، والحمد لله الذي هو رجانا حين تسوء ظُنوننا، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، ولا حول ولا قُوّة إلا بالله العليّ العظيم، والصّلاة والسّلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه، وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ـ رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. والحمد لله ربِّ العالمين.ابنه وخادمه محمّدأمّا بَعْدُ: فقد قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، فالتوحيد: أساس ديننا، وجمال محبتنا، وتجريده وتفريده؛ يقينٌ بربنا، وذوقٌ في إنابتنا. وأدبٌ في دعوتنا.والطاعة: شرعة ربنا، وهي: العبادة لصحة توحيدنا، وفقه عبادتنا بديننا الإسلام الحنيف، والمعاملة الموافقة لأمر ربنا ونبينا ـ صلّى الله عليه وسلّم.والإخلاص، هو: صدق التوحيد والطاعة لوجه الله ـ عزَّ وجلَّ، صحةً وقبولا، كما قال ـ جلَّ شأنه: {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}.وتزكية النفس: من تربية ديننا ـ لأمر ربنا القائل: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ}، وقال الربّ ـ جلَّ جلالُهُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، وهكذا المتوجه إلى الله تعالى ـ إلى كمال شخصيته، ومعارج دينه؛ وهذا الواجب امتثالًا في ديننا إلى ربنا ـ عزَّ وجلَّ.ومنازل القربة إلى المولى ـ جلَّ جلالُهُ، وعمَّ فضلُهُ ونوالُهُ، وهي:ـمقام الإحسان، وهو: الحضور والذكر لله ربّ العالمين ـ في ساعات الليل والنهار؛ في الطاعة والأذكار والأنفاس؛ كما قال ـ جلَّ شأنه: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ}، وقال ـ جلَّ ذكره: {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}، وقال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّه كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»، متفق عليه.ومقام الأدب، وهو: التشبث والتمثل بشمائل رسول الله العظمى، وصفته العليا ـ ظاهرًا وباطنا؛ في سلوكه الظاهر بأخلاقه العليا، وبقلبه الصادق الصافي ـ الذي ملأه الله ـ جلَّ وعلا، رأفة وعفوًا ورحمة، كما قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُهُمْ خِيَارُهُمْ لِنِسَائِهِمْ»، رواه أحمد، وقال ـ عليه السّلام: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا». رواه الترمذي. ومقام المحبة، وهي: أن تحب الله لذاته، وهو الحب الحقيقي؛ كما قال ـ جلَّ مجدُه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}، وأن تحب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم، أحب من نفسك، وهذا من كمال الإيمان، كما قال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»، وحب آل بيت النَّبي لحب النَّبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم، فيهم، وحب أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم، لأجل رسول الله، فيهم ومعهم، وحب أحباب الله العلماء العارفين، والأولياء الصالحين؛ لتحقيق حبهم الكامل، فيُحبك لحبهم، فتكون من أحباب الله بهم، كما قال ـ جلَّ ثناؤه: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، وهذا من كمال الحب لذات الله ـ عزَّ وجلَّ، كما قال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وسلّم: «وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ». رواه الترمذي."أيها السادة": التوحيد والطاعة والإخلاص وتربية النفس واجبة على كل مؤمن وصالح وعارف بالله ـ هذا هو ديننا عن ربنا إلى ربنا ـ جلَّ في علاه.ومقامات الإحسان والأدب والمحبة؛ معارج قرب وتنافس، فلا وجوب فيها، حتى لا نضلل أحدًا، وتحفظ الأمة بذلك."أيها الإخوة": إذا جمعنا مدارج الوجوب، مع معارج القربة؛ كان عمل الروح الإسلامي ـ لكمال الدين، وكمال العروج ـ وصولًا إلى قرب الله ورضاه."أي سادة": فمنازل الوجوب، دون منازل القربة ـ ناقص في كمال الدين وصولا، ومنازل القربة دون منازل الوجوب ـ باطل في دينه، محروم الوصول، والجمع بينهما ـ رضا المحبوب ـ جلَّ جلالُهُ، وعمَّ فضلُهُ ونوالُهُ.الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، ولا يخيّب من دعاه، والحمد لله الذي من توكّل عليه كفاه، والحمد لله الذي من وثق عليه لم يكله إلى أحدٍ سواه، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانًا، وبالصبر نجاةً، وبالسّيّئات عفوًا وغفرانا، والحمد لله الذي يكشف ضُرّنا من بعد كُربتنا، والحمد لله الذي يُفرج غمّنا ويدفع البلاء عنّا، والحمد لله الذي هو رجانا حين تسوء ظُنوننا، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، ولا حول ولا قُوّة إلا بالله العليّ العظيم، والصّلاة والسّلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه، وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ـ رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. والحمد لله ربِّ العالمين.ابنه وخادمه محمّدأمّا بَعْدُ: فقد قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، فالتوحيد: أساس ديننا، وجمال محبتنا، وتجريده وتفريده؛ يقينٌ بربنا، وذوقٌ في إنابتنا. وأدبٌ في دعوتنا.والطاعة: شرعة ربنا، وهي: العبادة لصحة توحيدنا، وفقه عبادتنا بديننا الإسلام الحنيف، والمعاملة الموافقة لأمر ربنا ونبينا ـ صلّى الله عليه وسلّم.والإخلاص، هو: صدق التوحيد والطاعة لوجه الله ـ عزَّ وجلَّ، صحةً وقبولا، كما قال ـ جلَّ شأنه: {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}.وتزكية النفس: من تربية ديننا ـ لأمر ربنا القائل: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ}، وقال الربّ ـ جلَّ جلالُهُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، وهكذا المتوجه إلى الله تعالى ـ إلى كمال شخصيته، ومعارج دينه؛ وهذا الواجب امتثالًا في ديننا إلى ربنا ـ عزَّ وجلَّ.ومنازل القربة إلى المولى ـ جلَّ جلالُهُ، وعمَّ فضلُهُ ونوالُهُ، وهي:ـمقام الإحسان، وهو: الحضور والذكر لله ربّ العالمين ـ في ساعات الليل والنهار؛ في الطاعة والأذكار والأنفاس؛ كما قال ـ جلَّ شأنه: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ}، وقال ـ جلَّ ذكره: {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}، وقال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّه كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»، متفق عليه.ومقام الأدب، وهو: التشبث والتمثل بشمائل رسول الله العظمى، وصفته العليا ـ ظاهرًا وباطنا؛ في سلوكه الظاهر بأخلاقه العليا، وبقلبه الصادق الصافي ـ الذي ملأه الله ـ جلَّ وعلا، رأفة وعفوًا ورحمة، كما قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُهُمْ خِيَارُهُمْ لِنِسَائِهِمْ»، رواه أحمد، وقال ـ عليه السّلام: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا». رواه الترمذي. ومقام المحبة، وهي: أن تحب الله لذاته، وهو الحب الحقيقي؛ كما قال ـ جلَّ مجدُه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}، وأن تحب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم، أحب من نفسك، وهذا من كمال الإيمان، كما قال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»، وحب آل بيت النَّبي لحب النَّبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم، فيهم، وحب أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم، لأجل رسول الله، فيهم ومعهم، وحب أحباب الله العلماء العارفين، والأولياء الصالحين؛ لتحقيق حبهم الكامل، فيُحبك لحبهم، فتكون من أحباب الله بهم، كما قال ـ جلَّ ثناؤه: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، وهذا من كمال الحب لذات الله ـ عزَّ وجلَّ، كما قال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وسلّم: «وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ». رواه الترمذي."أيها السادة": التوحيد والطاعة والإخلاص وتربية النفس واجبة على كل مؤمن وصالح وعارف بالله ـ هذا هو ديننا عن ربنا إلى ربنا ـ جلَّ في علاه.ومقامات الإحسان والأدب والمحبة؛ معارج قرب وتنافس، فلا وجوب فيها، حتى لا نضلل أحدًا، وتحفظ الأمة بذلك."أيها الإخوة": إذا جمعنا مدارج الوجوب، مع معارج القربة؛ كان عمل الروح الإسلامي ـ لكمال الدين، وكمال العروج ـ وصولًا إلى قرب الله ورضاه."أي سادة": فمنازل الوجوب، دون منازل القربة ـ ناقص في كمال الدين وصولا، ومنازل القربة دون منازل الوجوب ـ باطل في دينه، محروم الوصول، والجمع بينهما ـ رضا المحبوب ـ جلَّ جلالُهُ، وعمَّ فضلُهُ ونوالُهُ.الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، ولا يخيّب من دعاه، والحمد لله الذي من توكّل عليه كفاه، والحمد لله الذي من وثق عليه لم يكله إلى أحدٍ سواه، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانًا، وبالصبر نجاةً، وبالسّيّئات عفوًا وغفرانا، والحمد لله الذي يكشف ضُرّنا من بعد كُربتنا، والحمد لله الذي يُفرج غمّنا ويدفع البلاء عنّا، والحمد لله الذي هو رجانا حين تسوء ظُنوننا، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، ولا حول ولا قُوّة إلا بالله العليّ العظيم، والصّلاة والسّلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه، وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ـ رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. والحمد لله ربِّ العالمين.ابنه وخادمه محمّدأمّا بَعْدُ: فقد قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، فالتوحيد: أساس ديننا، وجمال محبتنا، وتجريده وتفريده؛ يقينٌ بربنا، وذوقٌ في إنابتنا. وأدبٌ في دعوتنا.والطاعة: شرعة ربنا، وهي: العبادة لصحة توحيدنا، وفقه عبادتنا بديننا الإسلام الحنيف، والمعاملة الموافقة لأمر ربنا ونبينا ـ صلّى الله عليه وسلّم.والإخلاص، هو: صدق التوحيد والطاعة لوجه الله ـ عزَّ وجلَّ، صحةً وقبولا، كما قال ـ جلَّ شأنه: {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}.وتزكية النفس: من تربية ديننا ـ لأمر ربنا القائل: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ}، وقال الربّ ـ جلَّ جلالُهُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، وهكذا المتوجه إلى الله تعالى ـ إلى كمال شخصيته، ومعارج دينه؛ وهذا الواجب امتثالًا في ديننا إلى ربنا ـ عزَّ وجلَّ.ومنازل القربة إلى المولى ـ جلَّ جلالُهُ، وعمَّ فضلُهُ ونوالُهُ، وهي:ـمقام الإحسان، وهو: الحضور والذكر لله ربّ العالمين ـ في ساعات الليل والنهار؛ في الطاعة والأذكار والأنفاس؛ كما قال ـ جلَّ شأنه: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ}، وقال ـ جلَّ ذكره: {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}، وقال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّه كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»، متفق عليه.ومقام الأدب، وهو: التشبث والتمثل بشمائل رسول الله العظمى، وصفته العليا ـ ظاهرًا وباطنا؛ في سلوكه الظاهر بأخلاقه العليا، وبقلبه الصادق الصافي ـ الذي ملأه الله ـ جلَّ وعلا، رأفة وعفوًا ورحمة، كما قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُهُمْ خِيَارُهُمْ لِنِسَائِهِمْ»، رواه أحمد، وقال ـ عليه السّلام: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا». رواه الترمذي. ومقام المحبة، وهي: أن تحب الله لذاته، وهو الحب الحقيقي؛ كما قال ـ جلَّ مجدُه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}، وأن تحب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم، أحب من نفسك، وهذا من كمال الإيمان، كما قال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»، وحب آل بيت النَّبي لحب النَّبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم، فيهم، وحب أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم، لأجل رسول الله، فيهم ومعهم، وحب أحباب الله العلماء العارفين، والأولياء الصالحين؛ لتحقيق حبهم الكامل، فيُحبك لحبهم، فتكون من أحباب الله بهم، كما قال ـ جلَّ ثناؤه: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، وهذا من كمال الحب لذات الله ـ عزَّ وجلَّ، كما قال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وسلّم: «وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ». رواه الترمذي."أيها السادة": التوحيد والطاعة والإخلاص وتربية النفس واجبة على كل مؤمن وصالح وعارف بالله ـ هذا هو ديننا عن ربنا إلى ربنا ـ جلَّ في علاه.ومقامات الإحسان والأدب والمحبة؛ معارج قرب وتنافس، فلا وجوب فيها، حتى لا نضلل أحدًا، وتحفظ الأمة بذلك."أيها الإخوة": إذا جمعنا مدارج الوجوب، مع معارج القربة؛ كان عمل الروح الإسلامي ـ لكمال الدين، وكمال العروج ـ وصولًا إلى قرب الله ورضاه."أي سادة": فمنازل الوجوب، دون منازل القربة ـ ناقص في كمال الدين وصولا، ومنازل القربة دون منازل الوجوب ـ باطل في دينه، محروم الوصول، والجمع بينهما ـ رضا المحبوب ـ جلَّ جلالُهُ، وعمَّ فضلُهُ ونوالُهُ.الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، ولا يخيّب من دعاه، والحمد لله الذي من توكّل عليه كفاه، والحمد لله الذي من وثق عليه لم يكله إلى أحدٍ سواه، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانًا، وبالصبر نجاةً، وبالسّيّئات عفوًا وغفرانا، والحمد لله الذي يكشف ضُرّنا من بعد كُربتنا، والحمد لله الذي يُفرج غمّنا ويدفع البلاء عنّا، والحمد لله الذي هو رجانا حين تسوء ظُنوننا، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، ولا حول ولا قُوّة إلا بالله العليّ العظيم، والصّلاة والسّلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه، وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ـ رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. والحمد لله ربِّ العالمين.ابنه وخادمه محمّد
اشترك في قناتنا ليصلك كل جديد المسابقات والهدايا